المؤسس
نبذة موجزة عن مؤسس الرباط
الشيخ المُربِّي عبدالرحمن بن عبدالله بن محمد بن عبدالرحمن باعبّاد رحمه الله

هو الشيخ الداعية المربي عبد الرحمن بن عبدالله بن محمد بن عبد الرحمن بن عبدالله باعبّاد، وينتهي نسبه إلى محمد بن عبدالله بن عمرو ابن أمير المؤمنين سيدنا عثمان بن عفان وأمه فاطمة بنت سيدنا الحسين ابن سيدنا علي بن أبي طالب رضي الله عنهم.
ميلاده ونشأته
ولد رحمه الله ليلة الأربعاء في الثامن من شهر صفر سنة 1393هـ، الموافق للعاشر من مارس 1973م بمدينة الغرفة بحضرموت. ونشأ وتربى في حجر والده الشيخ العلاّمة الداعي إلى الله بحاله ومقاله عبدالله بن محمد بن عبدالرحمن باعبّاد الذي وافته المنية في السابع من ذي الحجة سنة 1425 هـ ودفن ليلة عرفة بالغرفة في جمع قليل أن تشهد حضرموت مثله، والعيون تسح بالدموع والألسن تلهج بالذكر والدعاء والثناء رحمه الله ، خلف من الأولاد سبعة ثلاثة من الذكور عبدالرحمن( المترجم له) ومحمد رحمهما الله والشيخ معروف عميد الرباط حفظه الله وأمتع به في عافية .. وكان الشيخ عبدالله يحب ابنه الشيخ عبدالرحمن محبه فائقة ورائقه ويقول له اني اراك مثل والدي وله في ابنه قصائد ومدائح عجيبة وبالمثل للشيخ عبدالرحمن في والده رحمه الله ونفع به في الدارين آمين .. أما والدته فهي المربية الصالحة خديجة بنت علي بن عثمان باعبّاد رحمها الله وأعلى درجاتها آمين
تلقيه للعلم :
لازم في أول أمره والده الشيخ عبدالله فكان يحضر معه المجالس اليومية من دروس و روحات و حزب للقرآن ومجامع عامة وقرأ عليه القرآن الكريم وصحيحي البخاري ومسلم ورياض الصالحين والأذكار للإمام النووي وفي الفقه الرسالة والسفينة وبعض متن أبي شجاع والياقوت النفيس وحضر معه بعض دروس المهذب وفي اللغة الأجرومية والمتممة وفي التصوف النصائح الدينية والإحياء للإمام الغزالي وقوت القلوب لأبي طالب المكي وغيرها الكثير من كتب التصوف .. واستفاد من والده أسلوبه المتميز و العجيب والشيق في التعامل مع الناس وإصلاح ذات البين الذي هو دأب والده والسعي في مصالح المسلمين.
وأخذ في الغرفة عن الشيخ العلاّمة الفقيه احمد بن عبدالله المسدس باعبّاد أيام تواجده بالغرفة، كما حضر مجالس الحبيب أحمد بن حسن الحداد.
ثم تردد على مدينة سيئون فقرأ على علمائها آنذاك ومنهم السيد العلاّمة مفتي سيئون الحبيب عبدالقادر بن سالم الروش السقّاف قرأ عليه المنهاج للإمام النووي مرتين وكان يحبه ويدنيه ويثني عليه وطلب من الشيخ عبدالرحمن أن يتولى القضاء بسيئون وكان عمره حينها لم يتجاوز الثامنة عشر . وأخذ بسيئون عن السيد العلاّمة حسن بن شيخان الحبشي وقرأ عليه الترغيب والترهيب للمنذري وحضر معه روحته بمسجد طه لسنوات وقرأ على السيد العلاّمة النحوي محمد بن أحمد بن موسى الحبشي الأجرومية والمتممة وبعض دروس الألفية.
كما لازم الشيخ الفقيه محفوظ مشعبي وقرأ عليه السفينة والمختصر الصغير والكبير وأبي شجاع والعمدة وفتح المعين وعدة كتب في النكاح والفرائض خاصة . و بمدينة تريم حظي بدعاء وعناية السيد العلاّمة عمر بن علوي الكاف وغيره من علمائها، وتعلق منذ صغره بالحبيب العلاّمة عبدالقادر بن أحمد السقّاف فقد غُرِسَت محبة هذا الإمام في قلب الشيخ عبدالرحمن كما يحدثنا منذ الصغر وعمره خمس سنوات وذلك للرابطة الكبيرة بين هذا الإمام والشيخ الإمام عبدالرحمن بن عبدالله باعبّاد ( جد الشيخ عبدالرحمن المترجم له )، وبين الشيخ عبدالرحمن ووالد الحبيب عبدالقادر الإمام أحمد بن عبدالرحمن السقّاف ، فلازم الشيخُ عبدالرحمن الحبيبَ عبدالقادر في رحلته إلى سيئون وحصلت بينه وبين هذا الحبيب مجالس خاصة كما حضر بعض دروسه بجدة وبالمدينة المنورة رحمهما الله وأعلى درجاتهما ..
وفي الحجاز حضر مجالس الحبيب العلاّمة أحمد بن مشهور الحداد وأجازه ، والحبيب العلاّمة عبدالرحمن الكاف و الفقيه السيد محمد بن رشاد البيتي وقرأ عليه في عدة كتب أجازه فيها و السيد العلاّمة محمد بن علوي المالكي وأجازه كذلك ، والسيد العلاّمة زين بن إبراهيم بن سميط و السيد العلاّمة عمر بن حامد الجيلاني ، و السيد العلاّمة الحبيب أبي بكر بن علي المشهور رحمه الله وغيرهم من علماء و صلحا الحرمين الشريفين . وفي سنة 1411 هـ رحل إلى مدينة البيضاء وبها أخذ عن الإمام الداعية إلى الله الحبيب محمد بن عبدالله الهدار وأجازه، و العلاّمة الحبيب عمر بن محمد بن حفيظ، والسيد العلاّمة حسين بن محمد الهدار، وجملة من مشايخ الرباط حيث تصل الدروس اليومية العامة والخاصة إلى أكثر من خمسة عشر درس في اليوم والليلة. ثم رحل سنة 1413 هـ إلى بلاد الشام وهناك أخذ عن جملة من علمائها في الحديث والفقه والأصول و زار الكثير منهم و استجازهم ، و استجاز بالمراسلة السيد المحدث عبدالعزيز بن الصديق الغماري فأجازه في ثبته فتح العزيز.
من مآثره الدعوية والخيرية والاصلاحية :
لما عاد إلى بلدته أقام المجالس العلمية، وأسس دار الدعوة، ومدرسة أمهات المؤمنين التي تضم بفروعها نحو سبعمائة طالبة، كما أنشأ رباط الإسعاد للدراسات الإسلامية الذي تخرج منه عدد من طلاب العلم من عدة بلدان، ومركز حراء للقرآن الكريم وعلومه ومؤسسة الوسط للتنمية، ومؤسسة الإسعاد، ومنتدى أنصار الحبيب ﷺ غير ذلك. وكان له اهتمام بالغ بالدعوة إلى الله، ولأجلها قام بعدد من الرحلات إلى عدد من دول شرق آسيا وأفريقيا وبلاد الشام ودول الخليج وغيرها من دول العالم ؛ داعيا ومشاركا في كثير من الندوات العلمية والمؤتمرات الإسلامية.
وقد كان رحمه الله يُعد من أكبر مرجعيات حضرموت الإصلاحية والعلمية والدعوية، وكحال علماء الأمة الربانيين ورجالاتها الأكابر كان له اهتمام بالغ بحال الأمة وبلاد المسلمين عامة وباليمن وأهلها خاصة أما بلده حضرموت واديها وساحلها على وجه الخصوص فقد كان لها من وقته وفكره وبالغ اهتمامه ما لا يخفى على أحد ، فقد كان رحمه الله ساعيا في الإصلاح وفض النزاعات ووأد المشاكل على مستوى الجماعات والأفراد، فلا تكاد تجد محفلا ولا لقاء ولا اجتماعا في شأن حضرموت وأهلها الا وتجده على رأس الحاضرين والمشاركين فيه، وقد كان رحمه الله على قدر عال من كريم الأخلاق و حُسن المعاملة يسع الجميع برحابة صدره ودماثة خلقه يشهد له بذلك الكبير والصغير والقاصي والداني وقد جنب حضرموت بحكمته ورجاحة عقله بصحبة الكثير من العقلاء من أعيان حضرموت ورجالاتها الكثير من الفتن والقلاقل.
من مؤلفاته :
- معالم على طريق الدعوة إلى الله ( مطبوع )
- تحقيق كتاب مشكاة التنوير شرح المختصر الصغير ( مطبوع )
- شرح المتجر الرابح في ثواب العمل الصالح ( مخطوط )
- درر و فوائد مما استفدته من سيدي الوالد ( مخطوط )
- كأس الوداد في تراجم آل أبي عبّاد (مخطوط )
- رسالة التصوف في سطور ( مطبوع )
وفاته :
وافته المنية رحمه الله اثر حادث مروري في صلالة بسلطنة عمان يوم الجمعة عام 1440هـ الحادي عشر من شهر محرم حسب تقويم اليمن، و قد كان يوم عاشوراء بحسب تقويم عُمان وهو في طريقة إليها اثر مساعيه المباركة في إصلاح الشأن العام، ونقل جثمانه إلى مسقط رأسه حيث دفن في جمع مهيب، رحمه الله وأعلى درجاته آمين.